الواضح في علوم القرآن
الناشر
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
الفصل الثاني أول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن
يعتمد في هذا البحث على النقل والتوقيف، ولا مجال للعقل فيه إلا بالترجيح بين الأدلة، ويفيدنا في تمييز الناسخ من المنسوخ، ومعرفة تاريخ التشريع الإسلامي، ومراقبة سيره التدريجي، ويظهر مدى عناية سلفنا الصالح بالقرآن ومعرفة أول ما نزل وآخر ما نزل منه.
١ - أول ما نزل:
اختلف في تعيين أول ما نزل من القرآن، لورود أربعة أقوال في ذلك:
القول الأول:
أن أول ما نزل هو صدر سورة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق: ١] ... إلى قوله تعالى: عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ [العلق: ٥]. وهذا أصح الأقوال ويستند إلى
حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما، عن عائشة ﵂ قالت: «أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتي حراء فيتحنّث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة ﵂ فتزوده لمثلها، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، قال رسول الله ﷺ: فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلنى فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم
1 / 53