299

الواضح في علوم القرآن

الناشر

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

ورغم ذلك، فقد ناصر المشركين، ورثى قتلاهم ببدر «١».
٤ - الأحكام والتوجيهات المستفادة:
أ- الأحكام:
١ - ضرب المثل للخطر الناجم عن الانسلاخ من آيات الهداية والاستقامة، مع توافر العقل، ووجود العلم، وذلك بسبب العبودية للشهوات، أو تسلط شياطين الإنس والجن عليه، وقد صور الرسول ﷺ هذا النكوص الذي يصيب بعض الناس
فقال: «إن مما أتخوّف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رئيت بهجته عليه- وكان ردء الإسلام أعزّه إلى ما شاء الله- انسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك. قال- حذيفة بن اليمان ﵁:
يا نبيّ الله! أيهما أولى بالشرك: المرمي أو الرامي؟ قال: بل الرامي «٢»».
٢ - الرفعة عند الله تعالى والهداية بيده سبحانه، وذلك بالتوفيق إلى العمل الصالح، وسدّ منافذ الشيطان، وإقفال أبواب الشهوات والملذات، والابتعاد عن رفاق السوء، والاعتياد على الأفعال الحميدة.
٣ - من أشد الآيات على أصحاب العلم: الذين لا يعملون بعلمهم، فيحرمون بركة العلم وأجر العمل، ويكون بعدهم عن الله عظيما وعقابهم أليما، إنهم علماء السوء.
ب- التوجيهات المستفادة:
١ - عظم هذا الخبر الذي أمر الرسول ﷺ بتلاوته والتذكير بخطورته.
٢ - التحذير من اتباع الهوى والركون إلى شهوات الدنيا.

(١) انظر المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، للدكتور جواد علي (٦/ ٤٧٨ - ٥٠٠).
(٢) ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (٢/ ٣٣٤) وقال: هذا إسناد جيد.

1 / 303