139

الواضح في علوم القرآن

الناشر

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

الفصل الثاني (وقوع النسخ في القرآن- أنواعه) ١ - وقوع النسخ في القرآن الكريم: لقد ثبت عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المجتهدين القول بوقوع النسخ في القرآن الكريم، ولذلك قالوا: لا يجوز لأحد أن يفسّر كتاب الله تعالى إلا بعد أن يعرف الناسخ منه والمنسوخ، ولم يقبلوا قول من جهل النسخ فيه أو أنكره، بل شدّدوا النكير عليه. روى البخاري عن ابن عباس ﵄ قال: قال عمر ﵁: أقرؤنا أبيّ، وأقضانا عليّ، وإنا لندع من قول أبيّ، وذاك أن أبيّا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله ﷺ، وقد قال الله تعالى: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها [البقرة: ١٠٦] «١». فهذا الحديث يدلّ على أن عمر ﵁ استدلّ بالآية على وقوع النسخ في القرآن، وأنه ينكر على أبيّ ﵁ عدم تركه شيئا سمعه من رسول الله ﷺ. وروي أن عليّا ﵁ مرّ على قاض فقال له: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا. قال عليّ ﵁: هلكت وأهلكت «٢». وروي عن ابن عباس ﵄ أنه قال في قوله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [البقرة: ٢٦٩] قال: ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره وحرامه وحلاله «٢».

(١) رواه البخاري في التفسير (٤٢١١). (٢) البرهان (٢/ ٢٩).

1 / 143