العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير﴾ (١).
وهذه الآية من أعظم معجزاته ﷺ، فإنّه أُسرِيَ به إلى بيت المقدس، وقطع المسافة في زمن قصير، ثم عُرِجَ به إلى السموات، ثم صعد إلى مكان يسمع فيه صريف الأقلام، ورأى الجنة، وفرضت عليه الصلوات، ورجع إلى مكة قبل أن يُصبح، فكذَّبته قريش، وطلبوا منه علامات تدلّ على صدقه، ومن ذلك علامات بيت المقدس؛ لعلمهم بأنه ﷺ لم يرَ بيت المقدس قبل ذلك، فجلَّى الله له بيت المقدس ينظر إليه ويخبرهم بعلاماته وما سألوا عنه (٢).
وغير ذلك من الآيات العلوية، كحراسة السماء بالشّهب عند بعثته ﷺ.
النوع الثاني: آيات الجوّ:
١ - من هذه المعجزات طاعةُ السَّحاب له ﷺ، بإذن الله تعالى في حصوله ونزول المطر وذهابه بدعائه ﷺ (٣).
٢ - ومن هذا النوع نصر الله للنبي ﷺ بالرِّيح التي قال تعالى عنها:
﴿إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا﴾ (٤)، وهذه
_________
(١) سورة الإسراء، الآية: ١.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب حديث الإسراء، برقم ٣٨٨٦، ومسلم في كتاب الإيمان، باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، برقم ١٧٠.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة، برقم ٩٣٣، ومسلم في كتاب الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، برقم ٨٩٧.
(٤) سورة الأحزاب، الآية: ٩.
1 / 58