العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ولا شكَّ أن الآيات والبيّنات الدالّة على نبوته ﷺ وعموم رسالته كثيرة متنوعة، وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء، وجميع الأنواع تنحصر في نوعين:
أ - منها: ما مضى وصار معلومًا بالخبر الصّادق كمعجزات موسى وعيسى.
ب - ومنها: ما هو باق إلى اليوم كالقرآن، والعلم والإيمان اللذين في أتباعه، فإن ذلك من أعلام نبوته، وكشريعته التي أتى بها، والآيات التي يظهرها الله وقتًا بعد وقتٍ من كرامات الصّالحين من أمته، وظهور دينه بالحجّة والبرهان، وصفاته الموجودة في كتب الأنبياء قبله وغير ذلك (١)، وهذا باب واسع لا أستطيع حصره؛ ولكن سأقتصر في إثبات نبوته ﷺ على مطلبين على النحو التالي:
المطلب الأول: معجزات القرآن العظيم:
المعجزة لغة: ما أُعجِزَ به الخصم عند التحدي (٢).
وهي أمر خارق للعادة يعجز البشر متفرقين ومجتمعين عن الإتيان
_________
(١) انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ٤/ ٦٧ - ٧١.
(٢) انظر: القاموس المحيط، باب الزاي، فصل العين، ص٦٦٣.
1 / 48