محمد التيمي (١)، وأخرى رَتَّبَهَا الحافظ أبو الحسن الهيثمي، وربما وقع لهما ما يحتاج إلى التنبيه عليه فأذكر ذلك لدفع الاغترار بخطهما.
وقد قال الحافظ أبو حاتم في مقدمة كتابه (٢): إني أملي في ذكر من حمل عنه العلم كِتَابَيْن: كتابًا أذكُرُ فيه الثقات (٣) من المُحَدِّثين، وكتابًا أُبَيِّن فيه الضعفاء والمتروكين، وأبدأ منهما بالثقات ... نَذْكُرُ مَنْ صَحِبَ رسول الله ﷺ واحدًا واحدًا على المعجم؛ إذ هم خير الناس قرنًا بعد رسول الله ﷺ، ثم نذكر بعدهم التابعين الذين شافهوا أصحاب رسول الله ﷺ في الأقاليم كلها على المعجم؛ إذ هم خير الناس بعد الصحابة قرنًا، ثم نذكر القرن الثالث الذين رأوا التابعين، فأذكرهم على نحو ما ذكرنا الطبقتين الأوليين، ثم نذكر القرن الرابع الذين رأوا أتباع التابعين على سبيل من قبلهم، وهذا القرن ينتهي إلى زماننا هذا.
ولا أذكر في هذا الكتاب الأول إلا الثقات الذين يجوز الاحتجاج بأخبارهم، وأقتنع (٤) بهذين الكتابين المختصرين عن كتاب «التاريخ الكبير» (٥)
(١) في الأصل: التميمي، خطأ.
(٢) «الثقات»: (١/ ١٠)، وللدكتور عداب الحمش أطروحة نافعة تكلم فيها على منهج ابن حبان في «الجرح والتعديل» سماها: «الإمام ابن حبان البستي، ومنهجه في الجرح والتعديل».
(٣) من أول عبارة ابن حبان إلى هذا الموضع ساقط من مطبوعة «الثقات».
(٤) في مطبوعة «الثقات»: وأقنع.
(٥) انظر: «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»: (٢/ ٣٦٢).