85

الثمر المجتنى مختصر شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

لأحرقت سبحاته ما انتهى إليه بصره من خلقه، وهو الذي استنارت به العوالم كلها، فبنور وجهه أشرقت الظلمات، واستنار به العرش والكرسي والسبع الطباق وجميع الأكوان.
والنور نوعان:
١ - حسيٌّ كهذه العوالم التي لم يحصل لها نور إلا من نوره.
٢ - ونور معنوي يحصل في القلوب والأرواح بما جاء به محمد ﷺ من كتاب الله وسنة نبيّه. فعلم الكتاب والسُّنَّة والعمل بهما ينير القلوب والأسماع والأبصار، ويكون نورًا للعبد في الدنيا والآخرة: ﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ﴾ (١)، لما ذكر أنه نور السموات والأرض، وسمّى الله كتابه نورًا، ورسوله نورًا، ووحيه نورًا ...
ثم إن ابن القيم ﵀ حذّر من اغترار من اغترّ من أهل التصوف، الذين لم يُفَرِّقوا بين نور الصفات وبين

(١) سورة النور، آية: ٣٥.

1 / 86