الثمر المجتنى مختصر شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
24

الثمر المجتنى مختصر شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

ومن تمام عزته وقدرته وشمولهما أنه كما أنه هو الخالق للعباد فهو خالق أعمالهم وطاعتهم ومعاصيهم، وهي أيضًا أفعالهم، فهي تضاف إلى الله خلقًا وتقديرًا، وتضاف إليهم فعلًا ومباشرة على الحقيقة، ولا منافاة بين الأمرين، فإنّ الله خالق قدرتهم وإرادتهم، وخالق السبب التامِّ خالق للمُسبِّب، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ (١). ومن آثار قدرته ما ذكره في كتابه من نصره أولياءه، على قلَّة عددهم وعُددهم على أعدائهم الذين فاقوهم بكثرة العَدد والعُدّة، قال تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ (٢). ومن آثار قدرته ورحمته ما يُحدِثُه لأهل النار وأهل الجنة من أنواع العقاب وأصناف النعيم المستمر الكثير المتتابع الذي لا ينقطع ولا يتناهى (٣). فبقدرته أَوْجَد

(١) سورة الصافات، الآية: ٩٦. (٢) سورة البقرة، الآية: ٢٤٩. (٣) الحق الواضح المبين، ص٤٥ - ٤٦،وانظر شرح النونية للهراس،٢/ ٧٨،وتفسير السعدي،٥/ ٦٢٤.

1 / 25