التيسير في التفسير
محقق
ماهر أديب حبوش وآخرون
الناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
أسطنبول
تصانيف
التفسير
مُهْتَدُونَ﴾ [الزخرف: ٢٢]، وقال: ﴿فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا﴾ [إبراهيم: ٢١].
ثم الغضبُ للمعاندين، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ﴾ [الشورى: ١٦] والضلالُ صفةُ المقلِّدين قال: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ [الأحزاب: ٦٧].
ثم في مجموع الكلمتين كلامٌ كثيرٌ للسلف:
قال سهل بن عبد اللَّه التُّسْتَريُّ: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ بالبدعة ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ عن السنَّة.
وقيل: ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: المكابرون، والضالون: المرتابون.
وقيل: ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: المشركون، والضالون: المنافقون.
وقيل: ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: أئمة الكفر، والضالون: أتباعُهم.
وقيل: ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: الكافرون، والضالون: المبتدِعون.
وقيل: ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: الموقَعون في مَهاوي الرَّدَى، والضالُّون: الحائدون (^١) عن طريق الهدى باتباعِ الهوَى.
وعلى لسان أهلِ المعرفة:
﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ برؤية الأفعال، ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ بطلبِ الأعواض على الأعمال.
وقيل: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ بتركِ حُسنِ الأدب في أوقاتِ القيام بخدمتك، ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ عن رؤية منَّتك.
(^١) في (أ): "الجائرون"، وفي (ر): "الحائرون".
1 / 169