304

التيسير في التفسير

محقق

ماهر أديب حبوش وآخرون

الناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هجري

مكان النشر

أسطنبول

تصانيف

التفسير
وقيل: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بالإيمان والهداية والتوفيق والرعاية والمراقبة والكلاءة.
وقيل: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بفناء حظوظهم وقيامهم معك بحسن الأدب.
وقيل: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بمشاهدة المنعِم دون النعمة.
وقيل: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بإزالةِ ظلماتِ الأكوان عن سرائرهم، وطهَّرتَ أرواحهم بنورِ قُدسك، فشاهدوك بهمَمِهم ولم يشاهدوا معك سواك.
وقيل: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بعبادتك على المشاهدة حتى عبدوك كأنهم يَرونك.
وقيل: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بأن أَذِنْتَ لهم في سؤالكَ ومُناجاتك (^١).
وقيل: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بالوصولِ، فلم يَقِفوا في الطريق.
وقيل: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بالقيام بحقوقِك دون التَّعريج على استِجْلاب حظوظهم، وهو قول القشيري.
وقال أيضًا: صراطَ مَن طهَّرْتَهم عن (^٢) آثارهم حتى وصلوا إليك بك.
وقال أيضًا: أي: حَفِظْتَ عليهم آثارَ الشَّريعة عند غَلَبات وارادات (^٣) الحقيقة حتى لم يخرجوا عن حدِّ العلم، ولم يخلُّوا بشيءٍ من أحكامِ الشرع (^٤).
وقيل: أي: أهَّلْتَهم لإنعامك وأصلَحْتَهم لإكرامك.
وقيل: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ في البداية بالعناية، وفي الحال بالهداية، وفي النهاية بالحماية، قال اللَّه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾ [الأنبياء: ١٠١] وهذا

(^١) انظر هذه الأقوال جميعًا في "تفسير السلمي" (١/ ٤٢ - ٤٤)، وما تقدم بين معكوفتين منه.
(^٢) في (ر): "ظهرتهم من"، وكذا هي في نسخة من "اللطائف".
(^٣) في (أ): "غلباته وإراداته". وفي "اللطائف": (غلبات بَوَادِه).
(^٤) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥١).

1 / 159