291

التيسير في التفسير

محقق

ماهر أديب حبوش وآخرون

الناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هجري

مكان النشر

أسطنبول

تصانيف

التفسير
الهديَّة إلى الصَّدِيق كذلك، وإهداءُ (^١) الهَدْيِ إلى الحرم كذلك، وتهادَى القومُ في المشي: إذا (^٢) تمايَلوا، وخرج فلانٌ يُهادَى بين اثنينِ من ذلك، والهادي: العنقُ والعصا والسائقُ (^٣) من ذلك أيضًا.
والهديُ المذكور في القرآن وإن ذُكِرت وجوهُه زائدةً على العشرة فحاصلُه شيئان:
أحدهما: البيان، كما في قوله عز وعلا: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ [فصلت: ١٧].
والثاني: خلقُ فعلِ الاهتداء في العبد، كما في قوله: ﴿يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة: ١٤٢].
وقد يجيءُ ثالثٌ وهو الإثباتُ على الاهتداء، وهو عين الثاني لأنه يجدِّده فيه.
فعلى (^٤) هذا قولُه: ﴿اهْدِنَا﴾ ليس هو سؤالَ البيانِ فإنه سابقٌ، ولا ابتداءِ الإيجاد فإنه قد أعطاه، لكنه سؤالُ التثبيت وهو تجديدُه فيه ساعةً بعد ساعةٍ.
فأمَّا وجوهُه المذكورةُ في القرآن: فقد ذُكر للبيان، وذُكر لخَلْق فعل الاهتداء، وقد تلَوْنا الآيتين.
وللتثبيت: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
وللدَّعوة: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد: ٧].
وللدِّلالة: ﴿عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [القصص: ٢٢].

(^١) في (ر): "وأهدى"، والمعنى واحد.
(^٢) في (أ): "أي".
(^٣) في (أ) و(ف): "والسابق".
(^٤) في (أ): "وعلى".

1 / 146