التيسير في التفسير
محقق
ماهر أديب حبوش وآخرون
الناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
أسطنبول
تصانيف
التفسير
وقال مطرٌ الورَّاقُ: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ بغفرانِ السيئات، و﴿الرَّحِيمِ﴾ بقَبولِ الطاعات (^١).
وقال أبو بكر الورَّاق: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ بمَن جَحَده، و﴿الرَّحِيمِ﴾ بمَن وحَّده (^٢).
وقيل: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ بمَن كَفَره، و﴿الرَّحِيمِ﴾ بمَن شَكَره.
وقيل: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ بالفِطْرة، و﴿الرَّحِيمِ﴾ بالدَّعوة.
وروى الكلبيُّ عن أبي صالح عن ابنِ عباس ﵄ أنَّه قال: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ و﴿الرَّحِيمِ﴾ اسمانِ رقيقانِ (^٣)؛ أحدهما أرقُّ مِن الآخر (^٤).
قال الحسين بنُ الفَضْل البَجَليُّ: هذا وَهَمٌ مِن الرَّاوي؛ لأنَّ الرِّقَّة ليست مِن صفات اللَّهِ تعالى -وتفسيرها: الشفقةُ الناشئةُ مِن رقَّة القلب- وإنَّما هما رفيقانِ، والرِّفق مِن صفاتِ اللَّهِ تعالى، قال النبيُّ ﷺ: "إنَّ اللَّهَ رفيقٌ، ويحبُّ الرِّفق، ويُعطي على الرِّفق ما لا يُعطي على العنف" (^٥).
وكثير مِن العلماء صحَّحوا روايةَ القاف، وفسَّروا الرِّقَّة باللطف وكمالِ العطف، مجازًا مأخوذًا مِن رقَّة قلوب العباد على أحبَّتهم، وهو كمالُ عطفِهم ورحمتِهم.
(^١) أورده الثعلبي في "تفسيره" (١/ ١٠١).
(^٢) أورده الثعلبي في "تفسيره" (١/ ١٠١)، وزاد: والرَّحْمن بمن كفر والرَّحيم بمن شكر، والرَّحْمن بمن قال ندًّا والرَّحيم بمن قال فردًا.
(^٣) في (ف): "رفيقان"، والصواب المثبت كما سيأتي بيانه.
(^٤) رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (٨٢) من طريق محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس موقوفًا. ومحمد بن مروان هو السدي الصغير، وهو كذاب، والكلبي متروك. وقال ابن حجر في "الفتح" (١٣/ ٣٥٩): لا يثبت هذا الحديث؛ لأنه من رواية الكلبي، وهو متروك.
(^٥) رواه مسلم (٢٥٩٣) من حديث عائشة ﵂. وانظر كلام الحسين بن الفضل في "الأسماء والصفات" عقب الخبر رقم (٨٣).
1 / 55