194

التيسير في التفسير

محقق

ماهر أديب حبوش وآخرون

الناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هجري

مكان النشر

أسطنبول

تصانيف

التفسير
وبعد الباء ﴿اسم﴾ هو وفيه أربع لغات: (اِسمٌ) بكسر الألف، و(اُسمٌ) بضمِّها، و(سِمٌ) بكسر السين، و(سُمٌ) بضمِّها، قال الشاعر: واللَّهُ سمَّاك سُمًا مباركًا... آثركَ اللَّهُ بِهِ إيثارَكا (^١) وقال آخَر: سُبحانَ مَن في كلِّ سورةٍ سِمُهْ... قد أُنزِلت على طريقٍ نعلمُهْ (^٢) وقال آخَر: وعامُنا أَعْجَبنا مُقدَّمُهْ... يُدعَى أبا السَّمْحِ وقِرضابٌ سُمُهْ (^٣) واشتقاقُه مِن: سَمَا يَسْمُو سُمُوًّا، وسَمَى يَسْمِي سُمِيًّا؛ أي: عَلَا، فقولهم: (اُسْمٌ) بالضَّمِّ؛ بُنيَ على صيغةِ الأمرِ مِن الواويِّ منه، وقولهم: (اِسْمٌ) بالكسر؛ بُنيَ على صيغهِ الأمرِ مِن اليائيِّ (^٤) منه، كقولهم: (أَمْسِ) على صيغةِ الأمر، مِن: أمسَى يُمْسي (^٥).

(^١) الرجز في "إصلاح المنطق" (ص: ١٣٤)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ٥٣). قال ابن السكيت: أنشدني القناني. فنسبه العيني في "المقاصد النحوية" (١/ ٢٠٤) إلى أبي خالد القناني. (^٢) الرجز أورده أبو البركات الأنباري في "الإنصاف" (١/ ١٥ - ١٦)، وابن منظور في "لسان العرب" (مادة: سما). (^٣) انظر: "إصلاح المنطق" (ص: ١٣٤)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ٥٤)، و"تهذيب اللغة" (٩/ ٢٨٧). قرضبَ الرجلُ: إذا أكل شيئًا يابسًا. (^٤) في (أ): "الثاني". (^٥) قوله: (أَمْسِ على صيغةِ الأمر، مِن: أمسَى يُمْسي) كذا في النسخ، وفيه نظر لأنه قياس للثلاثي على الرباعي، ولا وجه له هنا، ولعل الصواب: (اِمس من مَسَى يَمْسي)؛ أي: من الثلاثي، يقال: مَسَى يَمْسِي مَسْيًا: إذا ساءَ خُلُقُه بعد حُسْن. ومَسَى يَمْسي مسيًا وأَمْسى ومَسَّى كلُّه: إذا وعَدَك بأمرٍ ثم أَبْطَأَ عنك. انظر: "تهذيب اللغة" (١٣/ ٨٢).

1 / 47