التيسير في التفسير
محقق
ماهر أديب حبوش وآخرون
الناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
أسطنبول
تصانيف
التفسير
وهذا إضمارٌ (^١) ثابت بالبديهة، فإنَّ الاستعاذة للتحرُّز عن وسوسةِ الشيطان عند قراءةِ القرآن، وذلك بالتقديم لا بالتأخير، وهذا شائعٌ (^٢) في اللغة، قال الشاعر:
إذا طحَنْتِ فابْدَئِي بالمَيْمَنةْ (^٣)
وذلك مقدَّمٌ لا مؤخَّر.
وقال بعض أهل الإلحاد: إنكم رَوَيتُم عن النبيِّ ﷺ أنه قال: "إنَّ الشيطان ليَهربُ من البيت الذي يُقرأ فيه القرآن" (^٤) فأيُّ حاجةٍ إلى الاستعاذة منه (^٥)؟
قلنا: عنه أجوبةٌ:
أحدها: أنَّا تُعُبِّدْنا به فلا عُدولَ عنه بمثلِ هذا.
والثاني: أن هذا الوعدَ في حقِّ مَن قرأه وعَمِلَ به، فقد قال ﷺ: "إذا لم يَنْهَكَ القرآنُ فلستَ بقارئ" (^٦)، وفي العمل به خللٌ، فلم يَثِقْ بنيله (^٧)، فلا يُستغنى عن سؤاله.
(^١) في (ر): "إخبار". (^٢) في (ر): "وهذا سائغ"، وفي (ف): "وهو سائغ". (^٣) لم أقف عليه. (^٤) رواه مسلم (٧٨٠) من حديث أبي هريرة ﵁ بلفظ: "إنَّ الشيطانَ يَنْفِرُ من البيتِ الذي تُقرأُ فيه سورةُ البقرةِ". (^٥) "منه" من (أ). (^٦) رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (١٣٤٥) من حديث عبد اللَّه بن عمرو ﵄ وسنده ضعيف كما قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ٢٢٣). ورواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص: ١٣٣) من طريق نافع أبي سهيل عن النبي ﷺ، وهو مرسل، ونافع هذا هو ابن مالك بن أبي عامر الأصبحي. ورواه أبو عبيد أيضًا في "فضائل القرآن" (ص: ١٣٤) عن الحسن بن علي قوله. (^٧) في (أ): "فلا يبق"، وفي (ر): "فلا تثق بنيله".
1 / 21