التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة

جمال الدين المطري ت. 741 هجري
67

التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة

محقق

أ د سليمان الرحيلي

الناشر

دارة الملك عبد العزيز

مكان النشر

الرياض - السعودية

تصانيف

وأنت في صحن المسجد كانت قبلته في ذلك الموضع/، وأنت واقف في مصلاه ﵌. قلت: يعني الأسطوانةُ المخلقةُ هي التي عن يسار الإمام المُصلِّي في مُصلَّى رسول الله ﵌ من خلف ظهره. وسيأتي ذكرها عند ذكر الأساطين. وذكر الشيخ محب الدين ﵀ (^١) أن حدودَ مسجدِ رسول الله ﵌ الأول المشار إليه من القبلة، الدَّرابِزينات (^٢) التي بين الأساطين التي في قبلة الروضة. ومن الشام الخشبتان المغروزتان (^٣) في صحن المسجد، هذا طوله. وأما عرضه من المشرق إلى المغرب فهو من حجرة النبي ﵌ إلى الأسطوانة التي بعد المنبر، وهو آخر البلاط. قلت: أما الدرابزينات التي ذُكرتْ من جهة القبلة فهي متقدمة عن موضع الحائط القبلي، لأن الحائط القبلي كان محاذيًا لمصلى رسول الله ﵌. لِما ورد أن الواقف في مصلى رسول الله ﵌، تكون رمانة المنبر الشريف حذو منكبه الأيمن فمقام النبي ﵌ لم يغير باتفاق، وكذلك المنبر لم يؤخر عن منصبه الأول. وإنما جعل هذا الصندوق الذي في قبلة مصلى رسول الله ﵌ سترة بين المقام وبين الأسطوانة. وورد أيضًا أنه كان بين الحائط القبلي وبين المنبر ممر شاة، وبين المنبر والدَّرَابِزين اليوم مقدار أربعة أذرع وربع ذراع. وفي صَحن المسجد الشريف اليومَ حَجَران يُذكر أنهما حد مسجد رسول الله ﵌ من الشام والمغرب، ولكنهما ليسا على سمت (^٤) المنبر

(^١) الشيخ محب الدين المقصود به هنا هو ابن النجار في كتابه الدرة الثمينة ص ١٠٩ والمؤلف ينقل عنه ثم يعقب عليه بعبارة قُلت. (^٢) الدرابزينات: جمع درابزين وقد تقدم تعريفه. (^٣) عند ابن النجار الخشيبات المغروزات. (^٤) على سمت: على محاذاة.

1 / 88