التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل - ط المكتب الإسلامي
الناشر
المكتب الإسلامي
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
تصانيف
أقول: في (تاريخ بغداد) ج ١١ ص ٣٣٠: «علي بن أحمد أبو الحسن المعروف بابن طيب الرزاز ... له دكان في سوق الرزازين ... حدثني بعض أصحابنا قال: دفع إليَّ علي بن الرزاز ... وحدثني الخلال قال: أخرج إلي الرزاز ... قلت: وقد شاهدت جزءًا من أصول الرزاز، وكان الرزاز مع هذا كثير السماع» .
ثم ذكر أنه ولد سنة ٣٣٥ ومات سنة ٤١٩، فالذي كان ابن حيويه ربما يقرأ من كتابه هو «أبو الحسن بن الرزاز» وعلي بن أحمد هذا هو أبو الحسن الرزاز كما تكرر في ترجمته، / فأما قوله في أولها (١) «المعروف بابن طيب الرزاز» فقوله: «الرزاز» من وصف علي نفسه لا من وصف «طيب» .
وسياق الترجمة يبين ذلك، وأيضًا فعلي بن أحمد أصغر من ابن حيويه بأربعين سنة، فيبعد جدًا أن يحتاج ابن حيويه في قراءة حديثه إلى كتاب هذا المتأخر، وأيضًا فلا يعرف بين الرجلين علاقة.
وفي (تاريخ بغداد) ج ١٢ ص ٨٥ «علي بن محمد بن سعيد أبو الحسن الكندي الرزاز ... قال العتيقي: وكان أمينًا مستوردًا له أصول حسان» وذكر أنه توفي سنة ٣٧٢، فهذا أقرب إلى أن يكون هو المراد، لكنه (الرزاز) لا ابن الرزاز.
وفي (تاريخ بغداد) ج ١٢ ص ١١٣ «علي بن موسى بن إسحاق أبو الحسن، يعرف بابن الرزاز سمع ... روى عنه ابن حيويه والدارقطني، وكان فاضلًا أديبًا ثقة عالمًا» .
فهذا هو الذي يتعين أن يكون المراد بقول الأزهري «فيقرؤه من كتاب أبي الحسن بن الرزاز لثقته بذلك الكتاب وإن لم يكن فيه سماعه» فكأن بعض كتب علي ابن موسى هذه صارت بعد وفاته إلى تلميذه ابن حيويه، وكان فيها ما سمه ابن حيويه، لكن لم يقيد سماعه في تلك النسخة التي هي من كتب الشيخ، وبهذا تبين أنه لا يلحق ابن حيويه عيب ولا يوجب صنيعه أدنى قدح، وسيأتي بسط ذلك في ترجمة
_________
(١) أي قول الخطيب في أول الترجمة.
1 / 29