التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

أبو الحسين الملطي ت. 377 هجري
150

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

محقق

محمد زاهد الكوثري

الناشر

المكتبة الأزهرية للتراث

مكان النشر

القاهرة

وَكَيف يجوز ربط الزنار فِي وَسطه وَقد قَالَ ﵇ من تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم وَكَيف تجوز الْمعرفَة بِالْقَلْبِ دون القَوْل وَالله ﷿ يَقُول ﴿أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وأولي الْأَمر مِنْكُم﴾ وَلَا تكون هَذِه الطَّاعَة إِلَّا بالْقَوْل وَالْعَمَل وَقد قَالَ الْأَوْزَاعِيّ ﵀ أدْركْت النَّاس وهم يَقُولُونَ الْإِيمَان قَول وَعمل وَقد ذكرنَا هَذَا فِي آخر الْكتاب مُجَردا إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَلا ترى أَنه ﷺ لما صلى نَحْو بَيت الْمُقَدّس سَبْعَة عشر شهرا أَو سِتَّة عشر شهرا وَكَانَ يحب أَن يُوَجه إِلَى الْكَعْبَة فَأنْزل الله ﷿ قد نرى تقلب وَجهك فِي السَّمَاء فلنولينك قبْلَة ترضاها فول وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام وَحَيْثُ مَا كُنْتُم فَوَلوا وُجُوهكُم شطره وَإِن الَّذين أُوتُوا الْكتاب ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ وَقَالَ السُّفَهَاء من النَّاس ﴿مَا ولاهم عَن قبلتهم﴾ وهم الْيَهُود فَأنْزل الله ﵎ ﴿قل لله الْمشرق وَالْمغْرب يهدي من يَشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم﴾ فصلى مَعَ النَّبِي ﷺ رجل ثمَّ خرج بعد مَا صلى فَمر على قوم من الْأَنْصَار وهم فِي صَلَاة الْعَصْر نَحْو بَيت الْمُقَدّس فَقَالَ هُوَ يشْهد أَنه صلى مَعَ النَّبِي ﷺ نَحْو الْكَعْبَة فانحرف الْقَوْم حَتَّى توجهوا نَحْو الْكَعْبَة وَكتب النَّبِي ﷺ إِلَى أهل الْيمن من صلى صَلَاتنَا

1 / 150