التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع
محقق
محمد زاهد الكوثري
الناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
مكان النشر
القاهرة
وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله أخبرنَا عَن الْجنَّة مَا بناؤها قَالَ لبنة من ذهب ولبنة من فضَّة وملاطها الْمسك الأذفر وحصباؤها اللُّؤْلُؤ والياقوت وترابها الزَّعْفَرَان من يدخلهَا يخلد وَلَا يَمُوت وينعم لَا يبؤس وَلَا تبلى ثِيَابهمْ وَلَا يفنى شبابهم
وَسُئِلَ مُجَاهِد أَيْن الْجنَّة قَالَ فِي أَعلَى عليين وَعَن النَّار فَقَالَ فِي أَسْفَل السافلين وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي ﵇ قَالَ إِن النَّار قَالَت لِرَبِّهَا وَعزَّتك وكرامتك لتنفسني أَو لأخْرجَن على عِبَادك فَقَالَ لَهَا تنفسى فِي كل عَام فنفسها فِي الشتَاء الزَّمْهَرِير ونفسها فِي الصَّيف الْحر الَّذِي يقتل الْبَهَائِم والماشية وَإنَّهُ ليغلي المَاء وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ النَّبِي ﷺ إِن نَاركُمْ الَّتِي توقدونها لتتعوذ بِاللَّه من نَار جَهَنَّم فَقَالُوا وَالله إِن كَانَت لكَافِيَة قَالَ فَإِنَّهَا فضلت عَلَيْهَا بتسع وَسِتِّينَ جزأ كُلهنَّ مثل حرهَا وَعَن عبد الله بن سَلام أَنه قَالَ الْجنَّة فِي السَّمَاء وَالنَّار فِي الأَرْض
وَزعم جهم أَن الْجنَّة وَالنَّار تفنيان بعد خلقهما فَيخرج أهل الطَّاعَة من الْجنَّة بعد دُخُولهمْ وَيخرج أهل النَّار بعد دُخُولهمْ وَإِن أهل الْجنَّة إِذْ دخلوها لَبِثُوا فِيهَا دهرا طَويلا فتبيد الْجنَّة وَأَهْلهَا ويبيد نعيمها وتهلك النَّار ويبيد عَذَابهَا وَأخذ ذَلِك من قَوْله ﷿ ﴿هُوَ الأول وَالْآخر﴾ فشكك النَّاس وَلبس على على الْجَاهِل تَأْوِيل الْقُرْآن من غير تَأْوِيله وَقد أكذبه الله ﷿ بكتابه والمأثور عَن النَّبِي ﷺ
قَالَ الله ﷿ يخبر عَن أهل الْجنَّة لَهُم فِيهَا نعيم مُقيم خَالِدين
1 / 140