التعليق الممجد على موطأ محمد
محقق
تقي الدين الندوي أستاذ الحديث الشريف بجامعة الإمارات العربية المتحدة
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٦ هجري
مكان النشر
دمشق
تصانيف
علوم الحديث
المصنف المطبوع في أحد عشر مجلدًا -: أكان له فقه؟ فقال: ما أقلَّ الفقه في أصحاب الحديث (كما في ترجمة (محمد بن يزيد المستملي) في "طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى ٣٢٩: ١) .
وجاء في "تقدمة الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (ص ٢٩٣)، في ترجمة (أحمد بن حنبل)، وفي "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي (ص ٦٣)، وفي "تاريخ الإسلام" للذهبي - مخطوط - من طريق ابن أبي حاتم، في ترجمة (أحمد بن حنبل) أيضًا، ما يلي:
"قال إسحاق بن راهويه: كنتُ أجالس بالعراق أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأصحابَنا، فكنا نتذاكرُ الحديث من طريق وطريقين وثلاثة، فيقول يحيى بن معين من بينهم: وطريق كذا، فأقول: أليس قد صح هذا بأجماع منا؟ فيقولون: نعم، فأقول: ما مرادُهُ؟ ما تفسيرُهُ؟ ما فقهه؟ فيَبقون - أي يسكتون مُفحَمين - كلُّهم! إلا أحمد بن حنبل". انتهى.
كبار الحفاظ الأقدمين وحدود معرفتهم بالفقه:
- قال عبد الفتاح: هذا النص يفيدنا بجلاء أن المعرفة التامة بعلم الحديث - ولو من أولئك الأئمة الكبار أركان علم الحديث في أزهى عصور العلم - لا تجعل المحدث الحافظ (فقيهًا مجتهدًا) إذ لو كان الاشتغال بالحديث يجعل (الحافظَ): (فقيهًا مجتهدًا)، لكان الحفاظ الذين لا يُحصى عددهم، والذين بَلَغَ حفظ كل واحد منهم للمتون والأسانيد ما لا يحفظه أهل مصر من الأمصار اليوم: أولى بالاجتهاد ولكنهم صانهم الله تعالى فما زعموه لأنفسهم.
بل إن سيد الحفاظ الإمام (يحيى بن سعيد القطان) البصري، إمام المحدثين وشيخ الجرح والتعديل: كان لا يجتهد في استنباط الأحكام، بل يأخذ بقول الإمام أبي حنيفة، كما في ترجمة (وكيع بن الجراح) في "تذكرة الحفاظ" للحافظ الذهبي (٣٠٧: ١) . وفي "تهذيب التهذيب" (٤٥٠: ١٠) في ترجمة (أبي حنيفة النعمان بن ثابت): "قال أحمد بن
1 / 19