التخمير شرح المفصل في صنعة الإعراب
محقق
د عبد الرحمن بن سليمان العثيمين
الناشر
دار الغرب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٩٠ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
لأَربعةٍ شادُوا الهُدَىِ بعدَ شَيخِهِم … فقد بُنِيَ الإِسلامُ منهم على خَمسِ
بنورٍ إلهِيّ عَلَيهم وزُهدِهِم … وَعِلمِهم أَضحوا ملائِكَةَ الأُنسِ
فَعاشوا لِتَرشيحِ الهُدى وَيرَاعُهُمْ … بِصائِبةِ الأحكامِ تَقطُرُ في الطِّرسِ
ومن جَيّدِ شعره قوله في الغَزل (^١):
أقولُ لركبٍ أَزمعوا السَّيرَ بُكرَةً … إلى مُنحَنى الوَادِي الّذي طابَ واديًا
خُذُوا عَبَرَاتِ العَينِ مِنّيَ وانضَحوا … بهنَّ من الأطلالِ ما باتَ صادِيَا
وقُولُوا لَه إنَّ انهمالَ دُمُوعِهِ … يُحَرّمُ أن نَستَمطرَ المُزْنَ غادِيَا
ويا ربعُ إن تُبصِرْ حَواليك مائِرًا … من الدّم مَسفُوحًا فذاكَ فُوادِيَا
أَحِبَّتُنَا الصّافو الوِدادِ تَمالَئُوا … على الغَدرِ حتّى قَد حَمِدنا الأعاديا
ويا بانَتَيْ وادِي الغَضَا سُقِيَ الغَضَا … لِحُبِّكُما أمسى وأصبَحَ شَادِيا
ولَولاكُما والصِّدقُ رأبِي ما اغتَدَى … فؤادِيَ لَمَّا أن تَحضَّرت بادِيَا
وقال أيضًا (^٢):
ولم أنسها والدَّمعُ يخضُلُ خَدَّها … غَداةَ يَسُوق الحادِيَان جِمالَهَا
يقولُ لئن أَزمعت بينًا فَبَيْنَنَا … عقودٌ من الميثاقِ نأبى انحِلالَهَا
وفي افتخاره بنفسه يقول (^٣):
تكَسّبتُ من كَدّ اليَمينِ مآثِرًا … كَفَتنِي أن أُعزى إلى الأب والجَدِّ
وإن كنتُ في كلّ الفَضَائِل واحِدًا … فإنّي على رغمِ العِدا أُمَّةُ وَحْدِي
ولستُ بمن يَبغِي نَوالًا منَ امرئٍ … وإن سالَ من جَدواهُ أَودِيَةُ الرِّفد
إذا كانَ يَطفو عَلفَقُ المَنِّ والأذَى … عَلَيها فَقُلْ لِي كَيفَ أَكرعُ في وِرِد
ومن ذلك قوله أيضًا (^٤):
_________
(^١) بدائع الملح ورقة: ٢٨.
(^٢) شروح سقط الزند: ١٨١٤.
(^٣) بدائع الملح ورقة: ٢٠، ٢١.
(^٤) معجم الأدباء ١٦/ ٢٤٠.
1 / 38