20

التحرير في شرح مسلم

محقق

إبراهيم أيت باخة

الناشر

دار أسفار

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هجري

مكان النشر

الكويت

حَرسَ الله تَعالى وآنَسَ بِبَقائِه رِبَاع العِلم نَهَنِي عَلَى صُنُوفٍ مِنَ المشكِلَاتِ، حَدَانِي ذلكَ عَلَى أَنْ أَقَرَأَ هَذَا الكِتَابَ ... وأَسْتَفِيدَ مِنْهُ فَوَائِدَه(١).

وقال: (فَزَادَ فيَّ هَذَا حِرصاً، وَحمَلَنِي عَلَى أَن أَستَأْنِفَ قِرَاءَةَ الكِتَابِ، وَأَتَفَقَّدَ ظَوَاهِرَهُ بِاسْتِقْصَاءِ مَا فِيهَا مِنَ المَعَانِي الدَّقِيقَةِ عَنِ الفَهمِ، فَفَعَلتُ حَتَّى تَمَّ لِي قِرَاءَةُ هَذَا الكِتَابِ عَلَيْهِ، فَمَا مِن حَدِيثٍ إِلَّا وَقَد أَطْلَعَنِي فِيهِ مِنَ الفَوَائِدِ عَلَى مِثْلٍ مَا ذَكَرَهُ لِي فِي المِثَالِ الَّذِي ذَكرتُه، فَأَطَالَ اللهِ بَقَاءَه، وَلَا حَرَمَ أَهلَ العِلمِ غَزِيرَ بَحرِهِ، وَلَا أَخْلَاهُمْ مِن فَوَائِدِ عِلْمِهِ، وَسَانِحِ فِكرِهِ، فَهُوَ الجَامِعُ لِأَطْرَافِ العُلُومِ، المُسَيطِرُ عَلَيْهَا، المُسَلَّطُ عَلَى بَيَانِ مَا فِيهَا مِنَ المُشكِلَاتِ، المَرْجُوعُ إِلَيهِ فِيمَا يَقَعُ فِي الدِّينِ مِنَ المُعضِلَاتِ)(٢).

قال عنه القفطي: (كَانَ شاباً، وَفَاقَ فِي الفَضلِ شُيوخَ أَهلِ زَمانِه، لَكِنَّهُ استَوفَى أَنفاسَهُ وَطَوَى قِرطاسَهُ قَبْلَ أَوانِهِ، وَفُجِعَ والِدُه بِشَبابِهِ)(٣)، وذكر له شعرا:

أحقاً خليلي أنت أوّل ناكبٍ * عن العهد تجفوني وتهجر جانبي

أترضى خليلي أنَّ قلبي نُهبةً * تعاورها أيدي النوى والنوائب

یدا الدهر لا صحّت رمتني بأسهم * نسيت لها ما فوقت بالحواجب

ومنه:

هوى البيض لا يجدي على المرء طائلاً * وإدمان شرب الراح يجني الغوائلا

(١) شرح صحيح البخاري (٨/٢).

(٢) شرح صحيح البخاري (٩/٢).

(٣) المحمَّدون من الشعراء للقفطي ص١٢٨.

20