118

التحرير في شرح مسلم

محقق

إبراهيم أيت باخة

الناشر

دار أسفار

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هجري

مكان النشر

الكويت

قال أهل اللغة(١): يقال: لا أفعله ما وسقت عيني الماء، أي: حملته، وقال أهل اللغة(٢): كل شيء حملته فقد وسقته، وقيل: الوسق: ضمك الشيء إلى الشيء، قال أهل التفسير(٣) في قوله: ﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ﴾ [الانشقاق: ١٧]، أي: جَمَع وضَمَّ، والواسق: الذي يجمع الإبل، والوسيقة: الإبل التي يجمعها، وفي رواية: (فِيمَا دُونَ خَمسٍ أَوسُقٍ)(٤) بلا هاء حملا على القطع، لأن كل وسق قطعة، وقوله: (وَلَا فِيمَا دُونَ خَمسٍ ذَودٍ صَدَقَةٌ)، الذود: القطعة من الإبل ما بين [الثلاث](٥) إلى العشر، فإذا صارت عشرا فما فوق، قيل صِرْمَة من الإبل، فإذا بلغت أربعين قيل هَجْمَة، فإذا بلغت مائة قيل هُنَيْدَةُ غير مصروفة، قال الشاعر:

أعْطَوْا هُنَيْدَةَ يحدُوها ثمانيةٌ مَا فِي عَطَائِهِم مَنٌّ وَلَا سَرَفُ(٦)

أي: يحدوها ثمانية رعاة، ويقال: (الذَّودُ إلى الذّودِ إبل، والحَبّة إلى الحَبّة علفٌ)(٧)، وقوله: (وَلَا فِيمَا دُونَ خَمسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ)، الأُوقِية: أربعون درهماً، وخمسُ أواقٍ: مائتا درهم، يقال: أُوقيةٌ وأواقيُّ بتشديد الياء، كأضحيةٍ وأضاحيٌّ،

(١) مجمل اللغة: ٩٢٥، الصحاح للجوهري: ١٥٦٦/٤.

(٢) ينظر: تهذيب اللغة: ١٨٧/٩، النهاية: ١٨٥/٥.

(٣) ينظر: تفسير الطبري: ٣١٨/٢٤، ابن أبي زمنين: ١١٣/٥، السمعاني: ١٩١/٦، البغوي: ٠٣٧٥/٨

(٤) عند البخاري: ١٤٠٥، وأحمد: ١١٠٣٠، وغيرهما.

(٥) في الأصل: (الثلاثة)، والتصويب من: العين: ٥٥/٨، وغريب أبي عبيد: ٣١٤/١.

(٦) البيت لجرير يمدح عبد الملك بن مروان، ينظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة: ٤٦٠/١، العقد الفرید لا بن عبد ربه: ٣٣١/١

(٧) من أمثال العرب، يراد به أن القليل إذا جمع إلى القليل كثر، ينظر: جمهرة الأمثال: ٤٦٢/١، الأمثال للهاشمي: ٩٤/١.

118