49

التهذيب في علم الفقه على مذهب الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي

الناشر

العاصمية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٥٦ هجري

مكان النشر

مصر

ذلك فى الروضة. وليحرص على أداء الصلوات كلها فى المسجد أثناء إقامته وينوي الاعتكاف كلما دخل. ويزور البقيع كل يوم وعلى الأخص يوم الجمعة بعد زيارته ﷺ ويزور قبور الشهداء بأحد. وأفضله يوم الخميس. ويتأكد أن يأتي مسجد قباء وأفضله يوم السبت. وينوي التقرب بزيارته والصلاة فيه. قال صلى الله عليه وسلم ((صلاة في مسجد قباء كعمرة- ت، ص. ويأتي بئر أريس وهي عند مسجد قباء وروي أنه ﷺ تفل فيها فليتضلع من مائها وليتوضأ - ويستحب أن يصوم بالمدينة ما أمكنه -

وإذا أراد أن يسافر من المدينة فليودعها بزيارة الرسول ﷺ على النسق الذي قدمناه في ابتداء الزيارة ويقول ((اللهم لا تجعل هذا آخر العهد بحرم رسولك وسهل لي العود إلى الحرمين سبيلا سهلا بمنك وفضلك وارزقني العفو والعافية في الدنيا والآخرة وردنا سالمين غانمين)) ويمشي تلقاء وجهه لا إلى خلف. وحبذا لو زار بيت المقدس بعد ذلك. والله سبحانه وتعالى هو الموفق والمعين والهادي إلى سواء السبيل

(١) ومن أحسن ما يقوله ما حكى عن العتي قال (كنت جالسا عند قبر رسول الله ﷺ فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله. سمعت الله يقول ((ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)) وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشد:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف فحملتني عيناى فرأيت النبي ﷺ في النوم فقال (يا عتي ألحق الأعرابي فبشره بأن الله تعالى قد غفر له)) اهـ

16