السنة ومكانتها للسباعي ط المكتب الإسلامي
الناشر
المكتب الإسلامي
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م (بيروت)
تصانيف
خَامِسًا - إن الدول الاستعمارية كبريطانيا وفرنسا ما تزال حريصة على توجيه الاستشراق وجهته التقليدية من كونه أداة هدم للإسلام وتشويه لسمعة المُسْلِمِينَ.
ففي فرنسا لا يزال «بْلاَشِيرْ» (*) وَ«مَاسِينْيُونْ» (**) (١) وهما شَيْخَا المُسْتَشْرِقِينَ الفِرَنْسِيِّينَ في وقتنا الحاضر يعملان في وزارة الخارجية الفرنسية كخبيرين في شؤون العرب والمُسْلِمِينَ.
وفي إنجلترا رأينا - كما ذكرت - أن الاستشراق له مكان محترم في جامعات لندن وأكسفورد وكمبردج وأدنبره وجلاسكو وغيرها، ويشرف عليه يهود وإنجليز استعماريون وَمُبَشِّرُونَ، وهم يحرصون على أن تظل مؤلفات جولدتسيهر ومرجليوث ثم شَاخْتْ من بعدهما، هي المراجع الأصلية لطلاب الاستشراق من الغَرْبِيِّينَ، وللراغبين في حمل شهادة الدكتوراه عندهم من العرب والمُسْلِمِينَ وهم لا يوافقون أبدًا على رسالة لطلب الدكتوراه يكون موضوعها إنصاف الإسلام وكشف دسائس أولئك المُسْتَشْرِقِينَ.
وقد حدَّثنا الدكتور محمد أمين المصري - وهو خِرِّيج كلية أصول الدين في الأزهر وكلية الآداب ومعهد التربية في جامعة القاهرة - عما لقيه من عناء في سبيل موضوع رسالته التي أراد أن يتقدم بها لأخذ شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعات إنجلترا.
لقد ذهب إليها (في عام ١٩٥٨ م) لدراسة الفلسفة وأخذ شهادة الدكتوراه بها، وما كاد يطلع على برامج الدراسة - وخاصة دراسة العلوم الإسلامية فيها - حتى هاله ما رآه من تحامل ودَسٍّ في كتب المُسْتَشْرِقِينَ، وخاصة «شَاخْتْ» فقرر أن يكون موضوع رسالته هو نقد كتاب شَاخْتْ.
تقدم إلى البروفسور «أَنْدِرْسُونْ» ليكون مشرفًا على تحضير هذه الرسالة
_________
(١) كان هذا وقت الطبعة الأولى التي كتب المؤلف ﵀ هذه المقدمة لها، أما الآن فماسينيون في عداد الأموات منذ سنوات.
-----------------------
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ]:
(*) ريجيس بلاشير (Régis Blachère) م (١٣١٨ - ١٣٩٣ هـ=١٩٠٠ - ١٩٧٣ م) من أشهر مستشرقي فرنسا في القرن العشرين ومن أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. ولد في مونروج Mont rouge (من ضواحي باريس). تعلم العربية في الدار البيضاء (بالمغرب الأقصى) وتخرج في كلية الآداب في الجزائر (١٩٢٢م). عُيِّنَ أستاذًا في معهد الدراسات المغربية العليا في الرباط (١٩٢٤ - ١٩٣٥م) وانتقل إلى باريس محاضرا في السوربون (١٩٣٨م)، فمديرًا لمدرسة الدراسات العليا العلمية (١٩٤٢م) وأشرف على مجلة "المعرفة" الباريسية، بالعربية والفرنسية. وألف بالفرنسية كتبا كثيرة ترجم بعضها إلى العربية، ونجح في فرض تدريسها في بعض المعاهد الثانوية الفرنسية. من كتبه:
١ - ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية في ثلاثة أجزاء، أولها مقدمة القرآن الكريم. ثم نشر الترجمة وحدها في عام ١٩٥٧م ثم أعيد طبعها عام ١٩٦٦م.
٢ - تاريخ الأدب العربي، نقله إلى العربية د. إبراهيم الكيلاني.
٣ - قواعد العربية الفصحى.
٤ - أبو الطيب المتنبي، نقله إلى العربية د. أحمد أحمد بدوي.
٥ - معجم عربي فرنسي إنكليزي.
1 / 17