السنة قبل التدوين
الناشر
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٠ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
الأول، ليقفوا على حقيقة تطمئن قلوبهم إليها، وتثلج صدورهم عندها. وقد يخجل الصحابي من الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيكلف غيره عبء السؤال، من ذلك ما يرويه علي بن أبي طالب قال: كنت رجلا مذاء، فكنت أستحيى أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمكان ابنته، فأمرت المقداد بن الأسود (1) فسأله فقال: «يغسل ذكره ويتوضأ» (2).
وروى قيس بن طلق، عن أبيه، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أو سأله رجل، فقال: بينا أنا في الصلاة ذهبت أحك فخذي، فأصابت يدي ذكري، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل هو إلا بضعة منك؟» (3).
وقد يسألونه - صلى الله عليه وسلم - عن أخص من ذلك كما روى عروة عن عائشة - رضي الله عنها -، قال: جاءت امرأة رفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن رفاعة طلقني، فبت (4) طلاقي، فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير وإن ما معه مثل هدبة الثوب. فقال: «أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» وأبو بكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخالد بن سعيد ينتظر أن يؤذن له، فقال: يا أبا بكر، ألا تسمع ما تجهر به عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ (5).
لقد كان المسلمون يسألونه عن أمورهم وأحوالهم، لا يحجبهم عنه حاجب،
صفحة ٦٢