157

السنة قبل التدوين

الناشر

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٠ هجري

مكان النشر

بيروت

الحديث إقبالا لا مثيل له، بدافع ذاتي، وميل نفسي، حتى إن بعض طلاب العلم المتفانين في حب الحديث كانوا يؤدون بعض الخدمات من أجل سماع حديث أو حديثين (1).

وقد كانت المنافسة العلمية المحببة قائمة بين طلاب الحديث في ذلك العصر، فالذكي من تمكن من حفظ أحاديث في باب كذا وباب كذا، والمجد من أسرع إلى صحابي وأخذ عنه قبل وفاته، والمفلح من حظي بحب شيخه، وتمكن من الانفراد به، والكتابة عنه، والقراءة عليه ثم العرض والتصحيح بين يديه ..

لكل هذا رأينا أصحاب الحديث يجدون في طلب العلم الشريف، ويتبارون في تحصيله (2)، وكثر طلاب العلم كثرة تثلج لها الصدور، وتشرق بها النفوس حتى إن أحد الصحابة كان يحدث الناس، فيكثرون عليه، فيصعد فوق بيت ويحدثهم (3). قال أنس بن سيرين: «قدمت الكوفة قبل الجماجم، فرأيت [فيها] أربعة آلاف يطلبون

صفحة ١٥٠