93

السراج الوهاج لمحو أباطيل الشلبي عن الإسراء والمعراج

الناشر

مكتبة المعارف

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

فصل
الخامس من اعتراض الشلبي على قصة النبي ﷺ مع موسى ﵊ قوله: كيف يتصور العقل محمدًا ﷺ ذاهبًا وعائدًا عدة مرات بناء على طلب موسى، والابن لا يطيع أباه إلى هذا المدى مهما كان في ذلك من خير إليه.
والجواب أن يقال: أما العقل السليم فإنه لا ينكر نصيحة موسى ﵊ لنبينا محمد ﷺ وإشارته عليه أن يراجع ربه ويطلب منه التخفيف عنه وعن أمته من عدد الصلوات، ولا ينكر أيضًا ما ثبت عن النبي ﷺ أنه تردد بين ربه وبين موسى ﵊ عدة مرات إلى أن انتهى التخفيف من عدد الصلوات، فكل هذا ثابت عن النبي ﷺ، والعقل السليم لا ينكر شيئًا مما ثبت عن النبي ﷺ بل يتلقاه بالقبول والتسليم، وأما العقل السقيم الذي قد رانت عليه ظلمات البدع والشبه والشكوك فإنه لا يقيم وزنًا للأحاديث الثابتة عن النبي ﷺ ولا يبالي بردها وإنكارها ومقابلتها بالاعتراضات والآراء الفاسدة، وهذا ما فعله الشلبي في هذا الموضع وفي مواضع كثيرة من كتيّبه المملوء بالجهل والضّلال.

1 / 94