الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه

محمد أبو زهرة ت. 1394 هجري
4

الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه

الناشر

دار الفكر العربي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٨ هجري

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الطبعة الأولى

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد - فهذه دراسة للإمام الشافعى رضى الله عنه ، هى خلاصة ما ألقيه من دروس على طلبة قسم ( الدكتوراه ) فى هذا العام ، درست فيها حياة الشافعى ، وعناصر تكوينه ، فدرست نشأته الأولى ، وما اكتنفها من أمور ، وما لابسها من أحداث ، وما بينت ما من اللّه به عليه من مواهب ، وما اختص به من سجايا أرهفها الزمان ، ودرست عصره ، وكيف كان عصر العالم الإسلامى ، تكامل فيه نموه ، واستقام عوده ، وبينت كيف نهل من هذا ، واستقى من ينابيع الفقه فيه أينما كانت ، وحيثما ثقفها ، فلم يترك فقيهاً كان له أثر فى عصره إلا أخذ عنه ، أو أخذ عن صحابته ، أو درس كتبه ، لا تمنعه نحلة ذلك العالم من الأخذ عنه ، فلا يهمه الوعاء الذى نقل فيه الغذاء ، ولكن تهمه قيمة ذلك الغذاء ، فقد أخذ عن بعض المعتزلة ، وإن بغض إليه مذهبهم الكلامى ، وأخذ عن بعض الشيعة ، وإن لم يسلك مسلكهم السياسى . ولكل ذلك من بحثنا فضل بيان .

حتى إذا بينت حياته وخصائصه ، والمجاوبة بين نفسه وروح عصره ، اتجهت إلى بيان آرائه ، فأشرت فى إلمامة موجزة واضحة إلى آراء له حول العقيدة ، وإلى رأيه فى الحكومة الإسلامية ، أى إلى رأيه فى الخلافة ولمن تكون .

ثم اتجهت بعد ذلك إلى أثره الخالد، وهو فقهه، فكان له الحظ الأكبر من المجهود ، إذ هو الغرض المقصود ، والغاية المنشودة من هذه الدراسة .

4