الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
تصانيف
وَإِنْ أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ" (١).
فمَنْ كان آخر لفظه وخاتمة نطقه عِنْد خُرُوجِه من الدُّنْيَا لَا إِلَهَ إِلَّا الله دخل
الجنَّة، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ﵁، قَالَ: قَالَ لَنَا مُعَاذٌ فِي مَرَضِهِ: قَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ شَيْئًا كُنْتُ أَكْتُمُكُمُوهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ، يَقُولُ: ... "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (٢).
الكلمة التي يجد المؤمن لجسده وروحه رَوْحا إذا قالها عند الموت ويشرق لها لونه
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ﵄، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ﵁ يَقُولُ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله:
"مَا لِي أَرَاكَ قَدْ شَعِثْتَ وَاغْبَرَرْتَ مُنْذُ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله ﷺ؟ لَعَلَّكَ سَاءَكَ يَا طَلْحَةُ إِمَارَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: مَعَاذَ الله، إِنِّي لَأَجْدَرُكُمْ أَنْ لَا أَفْعَلَ ذَاكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا رجلٌ عِنْدَ حَضْرَةِ المَوْتِ إِلَّا وَجَدَ رُوحهُ لَهَا رَوْحًا حِينَ تَخْرُجُ مِنْ جَسَدِهِ، وَكَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَمْ أَسْأَلْ رَسُولَ الله ﷺ عَنْهَا، وَلَمْ يُخْبِرْنِي بِهَا، فَذَلِكَ الَّذِي دَخَلَنِي، قَالَ عُمَرُ: فَأَنَا أَعْلَمُهَا، قَالَ: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، فَمَا هِيَ؟ قَالَ: هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا لِعَمِّهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ طَلْحَةُ: صَدَقْتَ" (٣).
وفي رواية قال النَّبِيُّ ﷺ: "كَلِمَةٌ لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ
(١) ابن حبّان "صحيح ابن حبّان" (ج ٧/ص ٢٧٢/رقم ٣٠٠٤) حديث صحيح. (٢) أحمد "المسند" (ج ٣٦/ص ٣٦٣/رقم ٢٢٠٣٤) وإسناده صحيح. (٣) أحمد "المسند" (ج ١/ص ٣١٩/رقم ١٨٧) حديث صحيح بطرقه.
1 / 79