ثم قال: (وهذا باب طويل جدًا، فإن لم تسمح نفسك بتصديقه، وقلت هذه منامات وهي غير معصومة فتأمل من رأى صاحبًا له أو قريبًا أو غيره، فأخبره بأمر لا يعلمه إلا صاحب الرؤيا أو أخبره بأنه يموت هو أو بعض أهله إلى كذا وكذا فيقع كما أخبره، أو أخبره بخصب أو جدب أو عدو أو نازلة أو مرض أو بغرض له فوقع كما أخبره).
والواقع من ذلك لا يحصيه إلا الله، والناس مشتركون فيه، وقد رأينا نحن وغيرنا من ذلك عجائب (١).
وقال ﵀: (فالتقاء أرواح الأحياء والموتى نوع من أنواع الرؤيا الصالحة التي هي عند الناس من جنس المحسوسات) (٢).
ثم ختم المسألة بقوله ﵀: (وبالجملة فهذا أمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها وبالله التوفيق) (٣).
فالحاصل أن ما استدل به من قال بالتقاء الأرواح استدلوا بالآية، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ أنه ليس في الآية ما ينافي ذلك، وليس في لفظها دلالة على ذلك.
أما حديث ابن عباس ﵄ وحديث خزيمة بن ثابت ﵁ إن صحا فإنهما صريحان في التقاء الأرواح في المنام.
(١) الروح (٢٩). (٢) المرجع السابق (٢٩) وفي (١٨٨) قال ﵀: (إن روح النائم يحصل لها في المنام آثار فتصبح يراها على البدن عيانًا وهي من تأثير الروح في الروح) هكذا قال، والله أعلم. (٣) الروح (٣٣، ٣٤).
1 / 102