الحق ومنها أحاديث النفس وتهاويل الشيطان، ولكل نوع علاماته، وبينت الآداب التي يلتزم بها المسلم عندما يرى ما يحب أو يرى ما يكره.
فالرؤيا الصالحة تسر المؤمن وتعجبه ولا تغره، فهي باعث خير وطمأنينة وهداية وذلك لا يبرر أن يعمل بها إذا كانت مخالفة للشرع، بل إذا خالفت دل ذلك على عدم صلاحها وتركها.
وعلى هذا سار الصحابة ﵃ فكانوا يرجعون إلى النبي ﷺ إذا رأوا رؤيا.
وكذلك من بعدهم من سلف هذه الأمة الصالح كانوا يرجعون إلى سنته ﷺ ولا يعتمدون على الرؤيا، إلا مجرد الاستئناس بها، وعلى هذا يحمل ما جاء عنهم في الأخذ بالرؤيا الصالحة عند ذكر أسباب تأليف بعض الكتب أو ذكر أسباب هداية بعض الضالين المنحرفين.
فمن ذلك ما ثبت عن الإمام البخاري ﵀ أنه ألف كتاب الجامع الصحيح بسبب رؤيا رآها للنبي ﷺ حيث قال: «رأيت النبي ﷺ وكأني واقف بين يديه، وبيدي مروحة أذب بها عنه، فسألت بعض المعبرين، فقال لي: أنت تذب عنه الكذب، فهو الذي حملني على إخراج الجامع الصحيح» (١).
ومن ذلك أن الرؤيا الصالحة كانت سببًا لهداية بعض المنحرفين عن الطريق المستقيم ولهذا ذكرها ابن القيم ﵀ في المرتبة العاشرة من مراتب الهداية العامة والخاصة.
وقال: «والذي هو من أسباب الهداية، هو الرؤيا التي من الله خاصة» (٢).
_________
(١) انظر: هدي الساري (٧) حيث قال الحافظ ابن حجر ﵀ «وروينا بالإسناد الثابت عن محمد بن سليمان ابن فارس قال: سمعت البخاري يقول: رأيت النبي ص ..».
(٢) انظر: مدارج السالكين (١/ ٦٢) دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة الأولى (١٤٠٣ هـ).
1 / 34