205

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

(والشكر طوله) أي من جملة فضله الواسع، ومنه السابغ، فان كل مانتعاطاه من أفعالنا مستند إلى جوارحنا وقدرتنا وإراداتنا وسائر * (هامش 1) * قد أفلح من زكيها وقد خاب من دسيها(1).

وقال: " وهديناه النجدين "(2).

وقال: " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "(3).

وليست الاديان السماوية سوى مناهج بلوغ الانسان إلى غايته القصوى والفوز على سعادته الابدية. والدين هو الصراط المستقيم الذي من سلكه كان من الذين أنعم الله عليهم. وأن وظيفة النفس الانسانية ان تسلك ذلك المنهج القويم لتدخل في عباد الله الذين اطمأنوا في حياتهم بلا اضطراب، أو تبلبل خاطر وتشويش بال، وبذلك حازوا على الدرجات العلى، ثم الانتهاء إلى الزلفى والقرب الذي هو رضوان الله الاكبر.

قال الله تعالى: " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".

وقال: " يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية، فاخلي في عبادي وادخلي " جنتي " الفجر: الآية.

هذه هي طريقطة السعادة لهذه النفس البشرية، فعليها أن تسلك هذه الطريقة اذا شاءت النجاح في بغيتها، وإلا فلو سلكت غيرها فهي طموحة ولا تنال ما تروم مهما جدت أو جهدت.

صفحة ٢٢٦