156

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

قال ابن العودي: كثيرا ما كان ينعت هذا الشيخ بالصلاح، وحسن الاخلاق والتواضع، وكان فضلاء مصر يترددون اليه للقراءة في فنون القرآن العزيز، لبروزه فيها، وكان هذا الفن نصب عينيه، حتى أن الناس كانوا يقرأون عليه وهو مشتغل بالصنعة لا يرمي المطرقة من يده إلا إذا جاء أحد من الفضلاء الكبار فيفرش له شيئا، ويجلس هو على الحصير.

ومنهم: الشيخ الفاضل الكامل (عبدالحميد السنهوري) قرأت عليه جملة صالحة من الفنون، وأجازني اجازة عامة.

قال ابن العودي: وهذا الشيخ أيضا كان شيخنا (قدس سره) كثير الثناء عليه بالجمع بين فضيلتي العلم والكرم، وأنه كان في شهر رمضان لايدعهم يفطرون إلا عنده، حتى أنهم غابوا عنه ليلة فلما جاؤا بعده تلطف بهم كثيرا وقال: كل من في البيت استوحش لكم البارحة حتى لطيفة - اسم بنت صغيرة كانت له - وكان له جارية اذا جاء أحد يطلبهم للضيافة يقول: اعلمي سيدك بالخبر أن فلانا يطلب الجماعة، ليكونوا عنده الليلة. تقول: هذا الخبر لا أعلمه به، ولا أقول له عن ذلك.

ومنهم: الشيخ (شمس الدين محمد بن عبد القادر الفرض الشافعي) قرأت عليه كتبا كثيرة في الحساب الهوائي. (والمرشد) في حساب الهند الغباري. و(الياسمينية) وشرحها في علم الجبر والمقابلة، وسمعت عليه (شرح الوسيلة) وأجازني إجازة عامة. وسمعت بالبلد المذكور من جملة متكثرة من المشائخ يطول الخطب بتفصيلهم: منهم الشيخ عميرة، والشيخ شهاب الدين بن عبد الحق

صفحة ١٧٢