الروض الناضر في سيرة الإمام أبي جعفر الباقر
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
الله ﵌ قال فيه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (^١)، فالمدح كان بوصف رسولنا بأنه رحمة ومن المعلوم أنّ وصف شخص بالعذاب هو منقصة لا منقبة ولكن لا حلَّ مع أصحاب العقول المعكوسة والقلوب المنكوسة.
١٠ - وإليك هذه الرواية: قيل لـ «الباقر» ﵇: فإنّ بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أنّ البعوضة علي وأن ما فوقها وهو الذباب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال «الباقر» ﵇: سمع هؤلاء شيئًا لم يضعوه على وجهه، إنما كان رسول الله صلى الله عليه وآله قاعدًا ذات يوم وعلي إذ سمع قائلا يقول: ما شاء الله وشاء محمد وسمع آخر يقول: ما شاء الله وشاء علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تقرنوا محمدا ولا عليا بالله ﷿ ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء محمد ما شاء الله ثم ما شاء علي إن مشية الله هي القاهرة التي لا تساوى ولا تكافئ ولا تدانى وما محمد رسول الله صلى الله عليه وآله في دين الله وفي قدرته إلا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة، وما علي في دين الله وفي قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه الممالك مع أن فضل الله تعالى على محمد وعلي الفضل الذي لا يفي به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره، هذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في ذكر الذباب والبعوضة في هذا المكان فلا يدخل في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً﴾ (^٢).
(^١) الأنبياء (١٠٧). (^٢) بحار الأنوار (٢٤/ ٣٩٢) باب (جوامع تأويل ما نزل فيهم ﵈.
1 / 82