الروض الناضر في سيرة الإمام أبي جعفر الباقر
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
فاقرأ معي قول الله تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (^١).
إذًا هم يبتغون من الله الرضوان، ثم إنَّ الله سبحانه قد لبَّى طلبهم فقال: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (^٢).
فكيف بعد أن رضي الله عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وعلى رأسهم أبي بكر وعمر، ينسب هذا المُبْطِل إلى «الباقر» أنه يذمُّ أصحاب النبيّ وأنَّهم كرهوا عليا.
٣ - روى الحر العاملي في الوسائل بسنده عن «الباقر» و«الصادق» رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا﴾، قال: هي لنا خاصة، إيَّانا عنى (^٣).
(^١) الفتح (٢٩). (^٢) التوبة (١٠٠). (^٣) وسائل الشيعة باب (عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن) حديث رقم (٣٣٥٩٠).
1 / 76