الروض الناضر في سيرة الإمام أبي جعفر الباقر

بدر محمد باقر ت. غير معلوم
34

الروض الناضر في سيرة الإمام أبي جعفر الباقر

الناشر

مبرة الآل والأصحاب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

ولعل من أبرز مظاهر التزامه بسنة النبي ﵌ نهيه عن الجزع والنياحة واللطم فهو القائل: «ما من مؤمن يصاب بمصيبة في الدنيا فيسترجع عند مصيبته إلا غفر الله له ما مضى من ذنوبه» (^١). وقال: «أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر وجز الشعر من النواصي ومن أقام النواحة فقد ترك الصبر وأخذ في غير طريقه ومن صبر واسترجع وحمد الله ﷿ فقد رضي بما صنع الله ووقع أجره على الله ومن لم يفعل ذلك جرى عليه القضاء وهو ذميم وأحبط الله تعالى أجره» (^٢). كل ذلك اقتداء بالنبي ﵌ الذي فقد ابنه ابراهيم ﵇ فلم يقم عليه مأتما ولا أمر بالنياحة عليه بل قال: «تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون» (^٣)، وروى عنه النوري الطبرسي في الوسائل قوله ﵊: «ما كان من حزن في القلب أو في العين فإنما هو رحمة، وما كان من حزن باللسان وباليد فهو من الشيطان» (^٤).

(^١) بحار الأنوار للمجلسي (٧٩/ ١٣٢) باب (ثواب الاسترجاع). (^٢) الكافي للكليني (٣/ ٢٢٢) باب الصبر والجزع والاسترجاع حديث رقم (١). (^٣) صحيح مسلم كتاب (الفضائل) باب (رحمته ﵌ الصبيان والعيال) حديث رقم (٤٢٧٩). (^٤) مستدرك الوسائل (٢/ ٤٦٣).

1 / 43