الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم
محقق
عمر عبد السلام تدمري
الناشر
المكتبة العصرية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠١٤ م - ١٤٣٥ هـ
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
المذكور. وكان لدخوله يومًا مشهودًا. وأُنزل بدار جمال الدين الأستادّار بين القصرين، ودرّت عليه المرتّبات وغيرها (^١).
[طلوع الرسول إلى القلعة]
وفيه في يوم الإثنين ثامن عشرينه، طلع الرسول المذكور للقلعة باكر النهار بعد أن عُملت الخدمة السلطانية بالقصر الكبير، وصفّت الجُند والعساكر السلطانية من تحت القلعة إلى باب القصر، وقعد الناس أيضًا في هذا اليوم لرؤية الرسول حين طلوعه من بين القصرين إلى باب المَدْرَج والزينة باقية على حالها. ولما طلع الرسول قاصدًا القلعة كانت هديّة مرسِله بين يديه على رؤوس (^٢) الحمّالين في الأقفاص. وكان عدّة الحمّالين أربعين (^٣) حمّالًا فقُدّمت للسلطان، وكان فيها ماية قطعة من الفيروزَج الخاص، ونحو الماية قطعة من الثياب الحرير، وعدّة فِرَى، وثياب أُخَر وشيء كثير من نوافج المِسْك التركي الخالص، ومن البَخَاتي الجيّدة ثلاثين (^٤) جملًا، وكان فيها أشياء أُخَر ممّا قُوّم جميعه فكان بخمسة آلاف دينار.
ثم أخرج القاصد مكاتبة مُرسِلِه وأوصلها للسلطان بعد أن قبّل الأرض، وقُصّت وقُرئت بمحضرٍ من أعيان الدولة والمباشرين، فإذا هو يتضمّن الجواب عمّا ورد عليه قبل ذلك من المكاتبة والهدية من السلطان، ويتضمّن التهنئة وتجهيز هدية مع قاصده، ثم إظهار الصداقة والمحبّة (^٥).
[تقديم مكاتبة ولد شاه رخ للسلطان]
وفيه قدّم مكاتبة ثانية وهديّة من ولد شاه رُخ أيضًا، المُسمَّى جركي، وكان من أكبر كبرائه (^٦)، فرحّب السلطان بالقاصد وخلع عليه، ونزل إلى الدار المذكورة، وأُجريت عليه الرواتب الوافرة إلى الغاية. وعقيب نزوله أمر السلطان بقلع الزينة. وكان أشيع بأنها تبقى شهرًا وفوقه، فقُلعت بسبب ما حصل بسببها من الفساد الظاهر (^٧).
[انتصار سليمان بن عزير على أُمَيّان]
وفيها - أعني هذه السنة - نازل أُميّان الحسيني الذي كان أميرًا على المدينة
(^١) إنباء الغمر ٤/ ١٥٧.
(^٢) في الأصل: "روس".
(^٣) في الأصل: "أربعون".
(^٤) في الأصل: "ثلاثون".
(^٥) المصادر السابقة.
(^٦) في الأصل: "كبراءاته".
(^٧) المصادر السابقة.
1 / 176