الرابط وأثره في التراكيب في العربية
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السابع عشرة العددان السابع والستون والثامن والستون رجب-ذو الحجة ١٤٠٥هـ
سنة النشر
١٩٨٥م
تصانيف
أولا: الرابط بالضمير
الجملة الخبرية
...
أولًا- الربط بالضمير
لما كان الأصل في الرابط أن يكون بالضمير فقد كثر دورانه في لغة العرب رابطًا للجملة بما قبلها، ورابطًا للإسم بما قبله، وقد وقع الربط به مذكورًا ومحذوفًا. ولكون الربط بالضمير هو الأصل ذكر النحاة أن الظاهر قد يحل في الربط محل الضمير.
والأصل في الجملة أن تكون كلامًا مستقلًا غير أنك إن قصدت جعلها جزءًا من كلام فلا بد من رابطة تربطها بالجزء الآخر. وهذه الرابطة هي الضمير إذ هو موضوع لمثل هذا الغرض، فبدونه يصبح الأسلوب مبتورًا غير مستوف ولا تُحَصَّلُ منه فائدة.
ومن الأشياء التي تربط بالضمير:-
الجملة الخبرية:-
تقع الجملة الخبرية إسميةً وفعليةً وشرطيةً. وكل هذا لابد فيه من رابط يعود على المبتدأ لئلا تقع أجنبية عن المبتدأ١ ففي قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَة﴾ ٢ وقع الخبر جملة فعلية وقد ربطت بالضمير، كما أن قولنا: القرآن حفظه مغنم وقع الخبر جملة أسمية وقد جاء الربط بالضمير.
وجملة الشرط على الخلاف بين النحويين: هل الخبر فعل الشرط أو الجواب أو هما معًا؟ فإن الضمير لابد من وجوده رابطًا للجملة بالمبتدأ.
ففي قوله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه﴾ ٣ اشتمل فعل الشرط والجواب على رابط هو الضمير يعود إلى المبتدأ، وفي قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ ٤، الربط موجود بالضمير في "به" وفي قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُه﴾ ٥ في فعل الشرط ضمير الفاعل يعود على من، وضمير المفعول به في الجواب يعود على المبتدأ.
والضمير لكونه الأصل في الربط فقد جاء الربط به مذكور، ومحذوفًا ومن الربط
_________
١ ابن يعيش: (شرح المفصل جـ ١ ص ٩١) .
٢ الآية رقم ٦٧ من سورة الأنفال.
٣ الآية رقم ٨٠ من سورة النساء
٤ الآية رقم ١٣٢ من سورة الأعراف.
٥ الآية رقم ١١٥ من سورة المائدة.
1 / 138