القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية
محقق
الدكتور مرزوق بن هياس الزهراني
الناشر
بدون ناشر
تصانيف
إماتتين، وهو أكرم على الله من ذاك، أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون: فليس بعزيز على الله أن يبحث عنه التراب: إن رسول الله ﷺ والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا، فأحل الحلال، وحرم الحرام، ونكح وطلق، وحارب وسالم، ما كان راعي غنم يتبع بها صاحبها رؤوس الجبال، يخبط عليها العضاه (١) بمخبطه، ويمدر (٢) حوضها بيده بأنصب (٣) ولا أدأب (٤)
من رسول الله ﷺ كان فيكم، أي قوم فادفنوا صاحبكم، قال: وجعلأم أيمن تبكي، فقيل لها: يا أم أيمن تبكي على رسول الله ﷺ؟ قالت: إني والله ما أبكي على رسول الله ﷺ أن لا أكون أعلم أنه قد ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا، ولكني أبكي على خبر السماء انقطع، قال حماد: خنقت العبرة أيوب حين بلغ ههنا (٥).
٣٥/ ٨٦ - (٥) أخبرنا أبو نعيم فطر، عن عطاء قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا أصاب أحدكم مصيبة، فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب) (٦).
٣٦/ ٨٧ - (٦) حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، ثنا سفيان، عن عمر بن محمد، عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر يذكر النبي
_________
(١) كل شجر يعظم وله شوك. واحدة (عضاة) فالجمع بالهاء، والمفرد بالتاء، وفي حاشية الأصل: شجر الشوك. انظر (الصحاح ٢/ ١٢٧).
(٢) يصلحه بالمدر: وهو التراب الجيد. انظر: (الصحاح ٢/ ٤٨٣).
(٣) أي بأكثر تعبا، نصب الرجل: تعب. انظر: (الصحاح ٢/ ٥٧١).
(٤) أي أكثر جدا ومواصلة للعمل. انظر: (الصحاح ١/ ٢٨٤) ..
(٥) رجاله ثقات، وأخرجه ابن سعد (الطبقات الكبرى ٢/ ٢٦٦) وابن عساكر (مختصر تاريخ دمشق ١/ ١٩٧).
(٦) سنده إلى عطاء حسن، وهو مرسل تقدم، وأخرجه مرسلا أيضا ابن عبد البر (التمهيد ١٩/ ٣٢٥).
1 / 27