القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية
محقق
الدكتور مرزوق بن هياس الزهراني
الناشر
بدون ناشر
تصانيف
١/ ١ - باب ما كان عليه الناس قبل مبعث النبي ﷺ من الجهل والضلالة
١/ ٢ - (١) أخبرنا الوليد بن النضر الرملي، عن مسرّة بن معبد - من بني الحارث بن أبي الحرام من لخم - عن الوضين: أن رجلا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان، فكنا نقتل الأولاد وكانت عندي بنت لي، فلما أجابت (١) وكانت مسرورة بدعائي إذا دعوتها، دعوتها يوما فاتبعتني فمررت حتى أتيت بئرا من أهلي غير بعيد، فأخذت بيدها فردّيت بها (٢) في البئر، وكان آخر عهدي بها أن تقول: يا أبتاه، يا أبتاه، فبكى رسول الله ﷺ حتى وكف دمع عينيه فقال: له رجل من جلساء رسول الله ﷺ: أحزنت رسول الله ﷺ، فقال له: كف، فإنه يسأل عما أهمه، ثم قال له: أعد عليّ حديثك، فأعاده فبكى حتى وكف (٣) الدمع من عينيه على لحيته، ثم قال له: (إن الله قد وضع عن الجاهلية ما عملوا فاستأنف عملك) (٤).
٢ - (٢) أخبرنا هارون بن معاوية، عن إبراهيم بن سليمان
_________
(١) المراد أنها بلغت من السن أن تجيب إذا دعاها.
(٢) معناه: أسقطها، يقال: ردّى وتردّى لغتان: كأنه تفعّل من الردى: الهلاك (النهاية ٢/ ٢١٦).
(٣) نزل.
(٤) فيه الوليد بن النضر، سكت عنه الإمامان: البخاري، وأبو حاتم، والوضين صدوق سيء الحفظ، أعضل هذا الخبر، ووأد البنات من عادات الجاهلية، حرمها الإسلام.
1 / 11