القول بما لم يسبق به قول
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ووُضع للاجتهاد شروط شديدة لو طبقت "لَمْ يُوجَدْ مُجْتَهِدٌ إِلَّا فِي النُّدْرَةِ" (^١)، يقول ابن عثيمين: "وهذه الشروط لو أردنا أن نطبقها لم نجد مجتهدًا منذ تسعمائة سنة؛ لأنها شروط قاسية" (^٢).
بل تجاوز الأمر إلى إخراج بعض الأئمة من درجة هذا الاجتهاد عالي الأسوار مغلَّق الأبواب؛ "فَالشَّافِعِيُّ عِنْدَهُمْ مقلِّد فِي الْحَدِيثِ لَمْ يَبْلُغْ دَرَجَةَ الِاجْتِهَادِ فِي انْتِقَادِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، وَأَبُو حَنِيفَةَ كَذَلِكَ" (^٣)، وهو أيضًا ملتزم بِمذهب إِبْرَاهِيم النخعي وأقرانه ولَا يخرج عَمَّا ذهب إِلَيْهِ فُقَهَاء الْكُوفَة إِلَّا مَا شَاءَ الله وَكَانَ اجتهاده فِي التَّخْرِيج فقط ولم يكن مجتهدًا مطلقًا (^٤)، وأحمد بن حنبل "ليس بفقيه، لكنه مُحَدِّث" (^٥)، و"مقلّده قليل لبعد مذهبه عن الاجتهاد" (^٦)، إلى غير ذلك من دركات الكلام.
_________
(^١) الموافقات، للشاطبي ٥/ ٤٦.
(^٢) شرح نظم الورقات، لابن عثيمين، ص ٢٢١.
(^٣) الموافقات، للشاطبي ٥/ ٤٦.
(^٤) انظر: حجة الله البالغة، للدهلوي ١/ ٢٥١.
(^٥) ذيل طبقات الحنابلة، لابن رجب ١/ ٣٤٧.
(^٦) مقدمة ابن خلدون، ص ٥٦٦.
1 / 10