الإعلام بحدود قواعد الإسلام
محقق
محمد صديق المنشاوى
الناشر
دار الفضيلة
الإصدار
الأولى
مكان النشر
القاهرة
عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَكُتُبُهُ (١)، وَأَنَّهُ خَتَمَ الرِّسَالَةَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ القُرْآنَ هُدَى للنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ (٢)، وَأَنَّهُ كَلَامُ رَبِّنَا لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ (٣)، وَأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ صَادِقٌ، وَأَنَّ شَرِيعَتَهُ نَاسِخَةٌ لِجَمِيعِ الشَّرَائِعِ (٤)، وَأَنَّ الجَنَّةَ [حَقٌّ ](٥)، وَالنَّارَ حَقٌّ،
= مُؤَيِّدُون بالبراهين من ربهم، وأنَّهم للَّذي ما أمرهم اللَّهُ تَبِعُوا، ولم يكتُمُوا ولم يُحَرِّفُوا ولم يريدوا شيئاً من قِبَلِ أنفسهم، وأنَّهم كلهم على الحق المبين.
وأن نؤمن بأن الله فضَّل بعضهم على بعض، فهم خمسة هم أولو العزم. نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، وفَضَّل منهم الخليلين. إبراهيم ومحمد، وفَضَّل محمداً على إبراهيم - عليهم الصلاة والسلام -.
وأن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، ومحمداً خليلاً، وكلَّم موسى تكليماً، ورفع إدريس مكاناً عليًّا، وأنَّ عيسى عبدُ الله ورسوله وكلمتُهُ ألقاها إلى مريم وروح منه.
(١) وأن الله أنزل عليهم آياته: أى معجزات، وكتبه وذكر الله بعضَها، وذكر التوراة لموسى، والإنجيل لعيسى، وصحف إبراهيم وموسى، والزَّبُور لداود، وذكر باقي الكتب إجمالاً بقوله: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ ... ﴾ [الحديد / ٢٥]. فيجب الإيمانُ بما فُصِّل وأُجْمِل. انظر تفسير ابن كثير (الحديد / ٢٥).
(٢) وخَتَمَ الرِّسَالة بمحمد لقوله - عَزَّ وَجَلَّ -، ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ... ﴾ [الأحزاب / ٤٠] ولقوله عليه: ((وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي))، وأنزل عليه القرآن هدى للناس إلى صراط الله العزيز الحميد، ولتوضيح ما يجب عليهم من أحكام في العبادات والمعاملات.
قطف الثمر (٨٩)، وشرح الطحاوية (١٦٦)، وتفسير ابن كثير (الأحزاب / ٤٠).
(٣) وهو كلام ربنا ليس بمخلوقٍ لقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ... ﴾ [الكهف / ٢٧]، وقوله: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ... ﴾ [التوبة / ٦] تكلّم به ربِّ العالمين حقيقةً وأَنْزَلَهُ على نَبِيِّهِ وحياً، فهو وإنْ خُطَّ بالأسطر، وتُلِيَ باللِّسَانِ، وحُفِظَ بالأذهان، وسُمِعَ بالآذان، وأَبْصَرَتْهُ العَيْنان لا يُخْرِجُهُ ذلك عن كونه كلام الرحمن منه وإليه.
مجموع الفتاوى (١٤٤/٣ - ١٧٦)، وشرح الطحاوية (١٦٨)، وانظر رسالة الحيدة.
(٤) وهو صادق فيما أخبر به عن ربه وشريعتُهُ ناسخةٌ ولاغيةٌ لجميع الشرائعِ السابقةِ في أحكامها وحدودها ومعاملاتِها؛ لأنَّه خاتم النبيِّين ورسول الله والحق من رب العالمين.
(٥) لا توجد هذه الكلمة في (ع).
38