النظريات الفقهية
الناشر
دار القلم والدار الشامية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
٢ - السنة النبوية: فقد أعطي رسول الله ﷺ جوامع الكلم، واختصر له الكلام اختصاراً، وكان عليه الصلاة والسلام ينطق بالحكمة القصيرة التي تخرج مخرج المثل، وتكون قاعدة كلية، ومبدأ عاماً ينطوي على الأحكام الكثيرة، والمسائل المتعددة والفروع المتكررة(١)، مثل قوله ﷺ: ((المسلمون على شروطهم)) وقوله: ((إنَّما الأعمال بالنيات)) وقوله: ((الدِّين النَّصيحة)) وقوله: ((كلُّ عملٍ ليسَ عليه أمرنا فهو رد)) وقوله: ((الخَراج بالضَّمان)) وقوله: ((الحَلال بَيِّن، والحرام بيِّن)).
٣ - الاجتهاد: وذلك باستنباط القواعد الكلية من الأصول الشرعية، ومبادىء اللغة العربية، ومسلمات المنطق، ومقتضيات العقول، فالعالم يرجع إلى هذه المصادر، ويبذل جهده فيها، ويجمع بين الأحكام المتشابهة، والمسائل المتناظرة، ويستخرج قاعدة كلية منها تشمل كل ما يدخل تحتها أو أغلبه، كما فعل علماء الأصول في وضع القواعد الأصولية، وكذلك سار الفقهاء في القواعد الفقهية، مثل قاعدة ((الأمور بمقاصدها)) المأخوذة من مجموعة من الأحاديث أهمها حديث ((إنَّما الأعمالُ بالنيات))، ومثل قاعدة ((الضَّررُ يُزال)) المأخوذة من حديث ((لا ضرر ولا ضرار))، ومثل قاعدة ((المرْءُ مؤاخذٌ بإقراره)) المأخوذة من قوله تعالى: ((وليُمْلِلْ الذي عليه الحق))، ومثل قاعدة ((السؤال معاد في الجواب)) المأخوذة من مبادىء اللغة العربية، ومثل قاعدة ((إذا تعذر إعمال الكلام يهمل)) المأخوذة من لوازم التفكير ومبادىء العقل(٢).
(١) طرق تدريس التربية الإسلامية، للمؤلف ص ٣٢٣، ٣٢٥.
(٢) المدخل لدراسة التشريع الإسلامي ٢٩٣/١.
206