النظرات الماتعة في سورة الفاتحة
الناشر
(المؤلف)
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٥ م
تصانيف
﵇: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ (١)، وقد يجوز أن يكون قيل للشيطان: رجيم، لأن الله جل ثناؤه طرده من سماواته، ورجمه بالشهب.
النظرة الحادية والعشرون
القول في تفسير: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
إن قول الله ﷿: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ هي الآية الأولى على ما نراه راجحا من أقوال العلماء ﵏، فالله ﷾ أدب نبيه محمدًا ﷺ، بتعليمه تقديم ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، وأقواله وجميع مهامه، وجعل النبي ﷺ ما أدبه به ربه تعالى سنة لأمته يستنون بها، وسبيلا يتبعونه عليها، فباسمه تعالى يكون افتتاح أوائل منطقهم، ومطالع رسائلهم وكتبهم وحاجاتهم، حتى أغنت دلالة ما ظهر من قول القائل: ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ من مراده الذي هو محذوف (٢)، فأصبح المسلم ذاكرًا لله ﷿ في كل شؤونه، فيقول: ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ (٣)، أقرأ ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ وأكتب، وأقعد وأقوم، وأنام
(١) الآية (٤٦) من سورة مريم. (٢) جامع البيان (١/ ١١٤) بتصرف. (٣) تكتب بغير ألف (بسم الله) استغناء عنها بباء الإلصاق، في اللفظ والخط لكثرة الاستعمال، بخلاف قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ الآية (١) من سورة العلق، لم تحذف الألف لقلة الاستعمال (جامع البيان ١/ ٩٩).
1 / 95