النظرات الماتعة في سورة الفاتحة
الناشر
(المؤلف)
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٥ م
تصانيف
جانب لخصائصها، وببقية القرآن لما فيه من العظمة والخير والبركة والإعجاز؛ والله أعلم.
النظرة الثالثة
نزول جبريل ﵇ بالفاتحة:
الصحيح أن الفاتحة نزل بها جبريل ﵇ استنادا إلى قول الله ﷿: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ (١)، وقد أجمع العلماء على أن المراد بالروح الأمين جبريل ﵇.
والقراءتان لقوله: (نزل) بالتخفيف أو بتشديد الزاي صحيحتان، ولا يحصل الخلاف إطلاقا في أن ذلك من عند الله ﷿ على الوجهين المذكورين في (نزل) (٢)، ومن فهم من العلماء أن جبريل عليه ﵇ لم ينزل بسورة الحمد استنادا إلى حديث ابن عباس ﷺ قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي ﷺ، سمع نقيضا (٣)، من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، ولم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل
_________
(١) الآيات (١٩٣ - ١٩٥) من سورة الشعراء.
(٢) انظر: (جامع البيان ١٩/ ٦٨).
(٣) قال في الصحاح (٢/ ٦٠٣): النقيض: صوت المحامل والرحال. وانظر: (النهاية ٥/ ١٠٧).
1 / 25