المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد
الناشر
دار عالم الكتب
سنة النشر
١٤١٧ هجري
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وقد ذهب الإمام الشافعي في هذه المرحلة مذهباً جديداً في أمور بغداد سمع آراء الفقهاء المصرين وما صح عندهم من أحاديث وسمع تلاميذ الإمام الليث بن سعد إمام مصر، وبصر بحالات اجتماعية وحضارية جديدة في مصر فنراه يضرب الأمثال بصدقه دار الفسطاط، ويتكلم عن الكورة وهي مصرية وعن طين رآه يزعم أهل العلم أرمني، وطين يقال له طين البحيرة والمختوم يدخلان في الأدوية، ويتكلم عن القراطيس وهي مصرية وغير ذلك فما ورد في كتبه التي كتبها في المذهب الجديد أو المصري.
ولقد ظفرت مصر حرسها الله بفرصة التاريخ بالإمام القرشي وقد ازدهى أهلها كثيراً بالإمام الشافعي يقول زكريا الساجي سمعت هارون بن سعيد الأبلي يقول: ما رأيت مثل الشافعي قدم علينا مصر فقالوا: قدم رجل من قريش فجئنا وهو يصلي فما رأيت أحسن صلاة منه ولا أحسن وجهاً منه، فلما قضى صلاته تكلم فما رأينا أحسن كلاماً منه فافتتنا به.
ويروي إسماعيل بن داود البزاز عن محمد بن عبد الله الحكم أنه يقول: "الشافعي علّم أهل مصر الاحتجاج".
وقد وضع الإمام الشافعي مذهبه الجديد كله بأربع سنوات وهذا من تمام تكريم الله عز وجل للإمام الشافعي فلم يتفق لإمام من الأئمة أن وضع مذهباً بهذه السعة في هذه المدة القصيرة ويروي ذلك الإمام البيهقي فيقول: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني إبن الإمام الشافعي - قال: حدثني بحر بن نصر الخولاني
58