المصارحة في أحكام المصافحة
الناشر
المكتبة الرقمية في المدينة المنورة
تصانيف
وقد دعّم البخاري ما قنَّنه وأخذ مذهبًا له بما روى عن ابن مسعود ﵁ بشأن التشهد ما نصّه: "علّمني رسول الله ﷺ وكفِّي بين كفّيْه التشهّدَ كما يعلِّمُني السورة من القرآن: "التحيات لله، والصلوات والطّيِّبات. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ... "" ١.
فقوله: "وكفِّى بيْن كفّيْه" يفيد: أنّ النبي ﷺ كان آخذًا بيدَي ابن مسعود، وإن كانت رواية هذا الحديث قد اكتفت بذكْر يدِ ابن مسعود الواحدة. فإنّ المستفاد: أنه لم يكن يصافح النبي ﷺ بيدٍ واحدة، لأنه لا يقبل أن يصافحه النبي بكلتا يديْه وهو يصافحه بواحدة؛ فالمستبعَد مِن مثْله أن يبسط يدًا واحدة في حين أنّ النبي ﷺ قد بسط له اليديْن٢.
ونوقش هذا: بأن الوارد في حديث ابن مسعود غير مفيد في
_________
١ راجع: صحيح البخاري، كتاب الاستئذان ٥/٢٣١١.
٢ راجع: فيض الباري على صحيح البخاري لمحمد أنور الكشميري ٤ / ٤١١، وفضل الله الصمد في توضيح الأدب للجيلاني ٣ /١٧٤.
1 / 15