155

المقتضب

محقق

محمد عبد الخالق عظيمة.

الناشر

عالم الكتب.

مكان النشر

بيروت

قلت مِيرَ تُخْلِصُها يَاء وَلَا يكون تخفيفها إِلاَّ على مَا وصفت لَك للعلَّة الَّتِي ذكرنَا وإِن كَانَ مَا قبلهَا مضموما وَهِي / مَفْتُوحَة جعلت واوا خَالِصَة والعلَّةُ فِيهَا العِلَّةُ فِي المكسور مَا قبلهَا إِذا انفتحت وَذَلِكَ قَوْلك فِي جمع جُؤْنة جُؤن مَهْمُوز فإِن خفَّفت الْهمزَة أَخلصتها واوا فَقلت جُوَن وَاعْلَم أَنَّ الْهمزَة إِذا كَانَت سَاكِنة فإِنَّها تقلب - إِذا أَردت تخفيفها - على مِقْدَار حَرَكَة مَا قبلهَا وَذَلِكَ قَوْلك فِي رأْس وجُؤْنة وذئب - إِذا أَردت التَّخْفِيف - راس وجُوْنة وذِيْب لأَنَّه لَا يمكنك أَن تنحو بهَا نَحْوَ حُرُوف اللين وأَنت تخرجها من مُخْرَج الْهمزَة إِلاَّ بحركة مِنْهَا فإِذا كَانَت سَاكِنة فإِنَّما تقلبها على مَا قبلهَا فتخلصها يَاء أَو واوا أَو أَلفا وَكَانَ الأَخفش يَقُول إِذا انضمّت الْهمزَة وَقبلهَا كسرة قلبتها يَاء لأَنَّه لَيْسَ فِي الْكَلَام وَاو قبلهَا كسرة فَكَانَ يَقُول فِي يَستهزئون - إِذا خفَّفت الْهمزَة - يَستهزيون وَلَيْسَ على هَذَا القَوْل أَحد من النحويّين وَذَلِكَ لأَنَّهم لم يجعلوها واوا خَالِصَة إِنَّما هِيَ همزَة مخفَّفة فَيَقُولُونَ يستهزيون وَقد تقدم قَوْلنَا فِي هَذَا

1 / 157