المنتخب من مسند عبد بن حميد
محقق
مصطفى العدوي
الناشر
دار بلنسية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣ هجري
تصانيف
= وهذا المعنى ثابت في عدة آيات. وفي كثير من الأحاديث كذلك، منها: حديث النزول، وحديث الجارية الذي فيه سؤال رَسُولَ اللَّهِ ﷺ للجارية: "أين الله؟ " قالت: في السماء. قال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها، فإنها مؤمنة". وهذا الحديث أخرجه الإمام مسلم ﵀ من حديث معاوية بن الحكم السلمي، حديث "٥٣٧". قلت: وفي حديث الباب قوة توكّل النَّبِيَّ ﷺ على الله. وفي الباب الحث على التوكل على الله، قال الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: ٢٣] . وقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: ٢] . وقال ﷿: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: ١٧٣] . وقال ﷿: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: ٣] . وقال تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [براءة: ٥١] . وفي الحديث أيضا منقبة لأبي بكر ﵁ وهي: بذل نفسه ومفارقته أهله وماله ورياسته في طاعة الله ورسوله، وملازمة النَّبِيَّ ﷺ ومعاداة الناس فيه ... قاله النووي. قلت: والمنقبة الكبرى: قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ: "مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ، اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟! ". ٣ ضعيف الإسناد جدا: ففي سنده عبد الواحد بن زيد القاصر، أبو عبيدة البصري، ضعيف جدا، وترجمته في "تعجيل المنفعة"، و"الجرح والتعديل" "٣/ ٢٠"، و"الميزان". لفتة: نلفت النظر هنا إلى طرف من استدلالات المرجئة من جهة، واستدلالات المعتزلة والخوارج من جهة أخرى. =
1 / 47