المنتخب من كتب شيخ الإسلام
الناشر
دار الهدى للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
سؤال الله بصفاته والقسم بها جائز
أما دعاء الصفة فكفر بالله
(إنَّ الحلف بصفاته كالحلف به، كما لو قال: وعزَّة الله تعالى! أو: لعمر الله! أو: والقرآن العظيم! فإنَّه قد ثبت جواز الحلف بهذه الصِّفات ونحوها عن النَّبيِّ ﷺ والصَّحابة، ولأنَّ الحلف بصفاته كالاستعاذة بها - وإن كانت الاستعاذة لا تكون إلاَّ بالله في مثل قول النَّبيِّ ﷺ: «أعوذ بوجهك» (١) و«أعوذ بكلمات الله التَّامَّات» (٢) و«أعوذ برضاك من سَخَطك» (٣) ونحو ذلك -، وهذا أمر متقرِّر عند العلماء) (٤) .
(إنَّ مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماتِه جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث، وأمَّا دعاء صفاته وكلماته فكفر باتِّفاق المسلمين؛ فهل يقول مسلم: يا كلام الله! اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني، أو: يا علم الله، أو: يا قدرة الله، أو: يا عزَّة الله، أو: يا عظمة الله ونحو ذلك؟! أو سمع من مسلم أو كافر أنَّه دعا ذلك من صفات الله وصفات غيره، أو يطلب من الصِّفة جلب منفعة أو دفع مضرَّة أو إعانةً أو نصرًا أو إغاثةً أو غير ذلك؟!) (٥) .
_________
(١) جزء من حديث رواه البخاري في (تفسير القرآن، باب قوله: ﴿قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أنْ يَبْعَثَ عَلْيكُمْ عَذابًا ...﴾، رقم ٤٦٢٨) من حديث جابر بن عبد الله ﵁.
(٢) جزء من حديث رواه مسلم في (الذكر والدعاء، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء، رقم ٢٧٠٨) من حديث خولة بنت حكيم ﵂، ومن حديث أبي هريرة ﵁ برقم (٢٧٠٩) .
(٣) جزء من حديث رواه مسلم في (الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، رقم ٤٨٦) من حديث أبي هريرة ﵁.
(٤) * «مجموع الفتاوى» (٣٥ / ٢٧٣) .
(٥) ** «الرد على البكري» (ص ٧٩) .
1 / 27